في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، كشفت يوتيوب النقاب عن مجموعة من الأدوات والتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي من شأنها أن تعيد تعريف طريقة تفاعل المستخدمين مع المحتوى على المنصة. هذا الإعلان، الذي جاء في وقت سابق من هذا الأسبوع، أثار بالفعل ضجة كبيرة في أوساط صناع المحتوى والمستخدمين على حد سواء، حيث تعد هذه التحديثات بتحسين تجربة البحث والاكتشاف بشكل جذري.

تأتي في مقدمة هذه الميزات الجديدة “شريط نتائج البحث الذكي”، وهو ابتكار يُشبه إلى حد كبير أداة “Google AI Overviews” الشهيرة. هذه الميزة، المتوفرة حاليًا لمشتركي YouTube Premium في الولايات المتحدة، تعرض ملخصات مُنشأة بالذكاء الاصطناعي لمقاطع الفيديو المقترحة، مما يتيح للمستخدمين العثور على المحتوى الذي يبحثون عنه بسرعة أكبر ودقة أعلى. تخيل أنك تبحث عن “أفضل المطاعم الإيطالية في نيويورك”، سيقوم الشريط الذكي بعرض مقاطع فيديو تعرض مراجعات لأشهر المطاعم، مع وصف موجز لكل منها، مما يوفر عليك الوقت والجهد في تصفح العديد من النتائج.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم يوتيوب بتوسيع نطاق اختبار “أداة الدردشة التفاعلية” المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تم إطلاقها لأول مرة في نهاية عام 2023. هذه الأداة، التي تعتمد على نماذج لغوية كبيرة (LLMs) مدربة على معلومات من داخل يوتيوب والويب، توفر للمستخدمين إجابات فورية، وتوصيات مخصصة، وتلخيصات دقيقة للفيديوهات. يمكنك الآن طرح أسئلة أثناء مشاهدة الفيديو، مثل “من هو الممثل الرئيسي في هذا الفيلم؟”، والحصول على إجابات مفصلة في الوقت الفعلي.

ومع ذلك، فإن هذه التطورات التكنولوجية لا تخلو من التحديات. فقد أثارت ميزة “شريط نتائج البحث الذكي” مخاوف لدى صناع المحتوى، الذين يعتمدون بشكل كبير على المشاهدات والتفاعل المباشر مع الفيديوهات لتحقيق الأرباح. إذا كان المستخدمون يحصلون على المعلومات التي يحتاجونها مباشرة من الشريط الذكي، فقد لا يشعرون بالحاجة إلى مشاهدة الفيديو الكامل، مما قد يؤدي إلى انخفاض معدلات النقر والمشاهدة.

يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح يوتيوب في تحقيق التوازن بين تحسين تجربة المستخدم والحفاظ على نموذج الإيرادات القائم على المشاهدات والتفاعل لصناع المحتوى؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل المنصة ومكانتها في عالم الفيديو الرقمي.

شاركها.
اترك تعليقاً