تنبؤات العلماء بشأن تفوق التكنولوجيا على الذكاء البشري: تحليل شامل
يعتبر الكثير من الباحثين أن مفهوم “التفرد” يعد نقطة تحول سترتقي فيها الذكاءات الاصطناعية لتفوق البشر في القدرات العقلية ويبرز ذلك السؤال الهام وهو ليس حول إذا ما سيحدث ذلك بل متى سيحدث، ان تقريرًا حديثًا خضع لإعداد مجموعة AIMultiple قد استند إلى آراء 8590 عالمًا وخبيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي لتحديد توقعات متعلقة بالوقت المتوقع لوقوع هذه الظاهرة وحسب النتائج فإن الرؤية حول التفرد تتطور مع كل تقدم تستثمره التكنولوجيا في الذكاء الاصطناعي ،
في بداية القرن الحادي والعشرين كانت توقعات أغلب العلماء تشير إلى عدم قدرة الذكاء الاصطناعي على تجاوز الفهم البشري قبل عام 2060 ولكن الوضع اختلف الآن حيث يعتقد بعض الرواد أن الذكاء الاصطناعي قد يحقق التفرد في فترة قد لا تتجاوز الثلاثة أشهر القادمة، ويشير ذلك إلى أن التقدم التكنولوجي قد يتجاوز التقديرات السابقة بصورة مذهلة مما يستدعي فحص مواقف جديدة تجاه المستقبل المنشود في الذكاء الاصطناعي ،
التفرد هو مصطلح يحمل معاني متعددة، في الأصل يعني في الرياضيات النقطة التي تنهار عندها القوانين الفيزيائية بسبب كثافة المادة، لكن مع تطور الفكر وظهور كُتّاب الخيال العلمي كراي كورزويل انتقل المفهوم ليصبح دليلاً على النقطة التي تتجاوز عندها التكنولوجيات إمكانيات التحكم البشرية، ولهذا نجد أن التفرد يمثل لحظة يصبح فيها الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً من الإنسان وفق تحليل جيم ديلميجاني الذي يؤكد بأن هذه المرحلة ستكون نقطة انطلاق الذكاء الآلي نحو آفاق غير مسبوقة ،
قد تشكل التنبؤات بشأن التفرد مجالًا كبيرًا للاختلاف بين الخبراء حيث يشير التقدير الجريء من داريو أمودي إلى إمكانية حدوث ذلك في عام 2026، ويعتبر أن هذه الأنظمة الرقمية ستكون أذكى بمعدل عشرات مرات عما يمتلكه الفائزون بجوائز نوبل، ولكن أمودي ليس الوحيد حيث أطلق إيلون ماسك انذارًا مشابهًا بقرب ظهور ذكاء اصطناعي فائق، أما سام ألتمان من OpenAI فقد أبدى تفاؤله بقدرتنا على الوصول إلى هذا الذكاء خلال عدة آلاف من الأيام القادمة ،
فيما يتعلق بصحة هذه التوقعات فإنها لا تخلو من صعوبة في التقدير إلا أن الآراء تظل مستندة على تطورات ممكنة، فمن المهم ملاحظة أن قدرات الذكاء الاصطناعي قد تجاوزت التوقعات بصورة كبيرة مما أدى لإعادة النظر في مواعيد التوقع، وعلقت هذه الآراء على النمو الهائل للنماذج الذكية التي تتضاعف كل سبعة أشهر، وإذا تتابعت التحولات بهذه الوتيرة فإننا قد نشهد تغييرات جذرية تحقق التفرد بشكل أسرع مما نتخيله إذا ما كانت الظروف مواتية ،
تعليقات