49 عاما على وبالوالدين إحسانا: تحليل اجتماعي لعقوق الأبناء
يمر اليوم الجمعة 49 عامًا على صدور فيلم “وبالوالدين إحسانًا” الذي عُرض في مثل هذا اليوم 24 أكتوبر 1976 وقد شهد الفيلم مشاركة مجموعة من النجوم البارزين مثل فريد شوقى وكريمة مختار وسهير رمزى وسمير صبرى ومحمد صبحى ونبيلة السيد كما كان من تأليف حسن عبد الوهاب وإخراج حسن الإمام، يعكس الفيلم صورة واقعية للأخلاقيات الأسرية والمشاكل المتعلقة بالعلاقات بين الآباء والأبناء ، حيث قدم نموذجًا مؤلمًا لحالة عقوق الأبناء.
يتناول الفيلم قضايا عقوق الأبناء بشكل عميق يعتبر من أبرز الأعمال الدرامية التي سلطت الضوء على تلك القضية فقد طرح مشكلات اجتماعية ملحة وسلطت الضوء على تأثيرات التعليم والمجتمع على العلاقات الأسرية لتكون أحد النقاط الرئيسية في مضمون القصة ، حيث يتم تصوير مدى تراجع القيم الأسرية في المجتمع.
تدور أحداث الفيلم حول شخصية (صابر) الذي يعمل ساعيًا في إحدى المصالح الحكومية وهو يحاول تربية ابنه (محمود) وتوفير جميع احتياجاته حتى يتخرج ويسعى لتعيينه في عمل مناسب ولكن يتمرد محمود على والده ويتجلى الخجل من وظيفته ويبدأ في اتخاذ قرارات خاطئة تقود الأحداث إلى تصعيد مأساوي لأسرته، إذ يستزوج من (لولا) التي تدير منزلاً للدعارة مما يضيف تعقيدات جديدة للقصة.
مع تطور الأحداث تتكشف الأبعاد السلبية لشخصية محمود إذ يكتسب طابعًا متمردًا ويسعى لاختلاس المال من شركته لتلبية احتياجات زوجته بينما يكتشف صابر الأمور بالتدريج ويسعى لإنقاذ ابنه من العواقب القانونية، ومع ذلك يتعرضون للخطر عندما يقوم محمود بالاستيلاء على وثيقة ملكية المنزل مما يؤدي إلى طردهم وتجريدهم من كل شيء ، ليبرز الفيلم حجم مآسي الأسر العربية.
أخيرًا ينتهي الفيلم بحادث غير متوقع يجسد العواقب الوخيمة لتصرفات محمود بعد أن يُسجن نتيجة قتل زوجته بالخطأ ليجد صابر نفسه مجبرًا على رعاية ابنته حتى يخرج من السجن، يعتبر “وبالوالدين إحسانا” من الأفلام النادرة التي تجمع بين محمد صبحى وسمير صبرى وتبرز أهمية العمل الجماعي بين النجوم مع المخرج حسن الإمام.

تعليقات