OpenAi تطور نموذجًا متقدمًا يبدع في الكتابة كما لم يحدث من قبل

كشفت شركة OpenAi عن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي جديد يتمتع بقدرات فائقة في الكتابة الإبداعية، دون أن تكشف عن اسمه أو تفاصيل موعد إطلاقه رسميًا. وأبدى الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، إعجابه الشديد بقدرات النموذج، مؤكدًا أنه لأول مرة يشعر بالدهشة الحقيقية من إنتاج الذكاء الاصطناعي. وشارك ألتمان عبر منصة إكس منشورًا قال فيه: “قمنا بتدريب نموذج جديد على الكتابة الإبداعية، لا أعلم متى أو كيف سنطلقه، لكنه جعلني أشعر بالدهشة مما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكتبه”، مما يشير إلى قفزة نوعية في مجال الكتابة الآلية.

يأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه شركات الذكاء الاصطناعي تحديات قانونية متزايدة بسبب اعتمادها على كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك محتوى محمي بحقوق الطبع والنشر. وتخوض OpenAi نزاعات قضائية مع مؤسسات إعلامية كبرى مثل صحيفة نيويورك تايمز، التي رفعت دعوى ضد الشركة بدعوى انتهاك حقوقها الفكرية. كما أن شركات أخرى مثل ميتا تواجه دعاوى قانونية مماثلة من شخصيات أدبية وفنية بارزة، وهو ما يعكس الجدل المتصاعد حول أخلاقيات تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على المحتوى الإبداعي المحمي.

في المقابل، تعتمد بعض الحكومات، مثل المملكة المتحدة، سياسات أكثر مرونة تتيح لشركات الذكاء الاصطناعي تدريب نماذجها على المحتوى المحمي دون الحاجة إلى إذن مسبق، وهو ما يثير مخاوف الناشرين والمبدعين الذين يرون في ذلك تهديدًا لمستقبل أعمالهم. وقد علّق دان كونواي، رئيس جمعية الناشرين البريطانية، على تصريحات ألتمان بقوله: “ما كشفته أوبن إيه آي يثبت أن هذه النماذج تعتمد في تدريبها على أعمال أدبية محمية”، مما يعزز الشكوك حول انتهاك حقوق الملكية الفكرية من قبل الشركات التقنية الكبرى.

من جهة أخرى، اعترفت أوبن إيه آي OpenAi في وقت سابق بأن تدريب نماذج مثل شات جي بي تي دون الاستناد إلى محتوى محمي بحقوق الطبع والنشر سيكون أمرًا شبه مستحيل. ومع ذلك، فإن النموذج الجديد يبدو وكأنه تجاوز حدود الإبداع التقليدي، حيث تمكن من توليد نصوص ذات طابع فلسفي عميق. وقد طلب ألتمان من النموذج كتابة قصة قصيرة تستكشف العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والحزن، فجاءت القصة بأسلوب ميتافيزيقي تناول شخصية تدعى ميلا، حيث كتب النموذج: “أنا لست سوى ديمقراطية من الأشباح”، في إشارة رمزية إلى الوعي الصناعي الناشئ.

يثير هذا التطور تساؤلات جوهرية حول مستقبل الإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي، ومدى قدرة هذه النماذج على تقديم أعمال أدبية تتحدى الإنتاج البشري. فهل سنشهد قريبًا كتابات ذكاء اصطناعي تنافس الأعمال الأدبية العريقة؟ وهل سيؤدي هذا التطور إلى إعادة تعريف مفهوم الإبداع ذاته؟ تبقى هذه الأسئلة مفتوحة، بانتظار اللحظة التي تكشف فيها OpenAi عن نموذجها الجديد للعالم.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *