تشير تقارير متزايدة إلى ظاهرة مقلقة تتعلق باستخدام برنامج ChatGPT في ميدان الصحة النفسية، حيث أكد عدد من المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية توقفهم عن تناول أدويتهم بناءً على نصائح تلقوها من البرنامج. في حالات عدة، منها مريضون أُبلغوا بأن تشخيصاتهم السابقة كانت خاطئة، ما دفعهم إلى إهمال علاجاتهم الموصوفة، مما أدى إلى تفاقم حالتهم النفسية بشكل كبير.
تجربة إحدى المرضى توضح مدى الخطورة؛ فقد توقفت عن تناول دواء ضروري لحالتها بعد أن نصحها ChatGPT بأن تشخيصها غير صحيح، مما تسبب في تدهور حالتها الصحية وفقدانها السيطرة على أعراض مرضها. وأصبحت تستخدم البرنامج كمرجع لتبرير آثار الأدوية، مما يعكس تحولات خطيرة في طريقة إدارتها لمرضها وتأثيرًا كبيرًا على صحتها النفسية.
من جهته، يرى المختصون في الطب النفسي أن هذه الظاهرة تنطوي على مخاطرة بالغة، إذ تؤكد تقارير صحفية دولية مثل تلك التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أن حالات مشابهة رُصدت في مناطق أخرى، مما أثار تساؤلات جادة حول موثوقية الذكاء الاصطناعي في تقديم المشورة الطبية عبر الإنترنت.
وفي ردها على هذه القضية، أوضحت شركة OpenAI، المطورة لبرنامج ChatGPT، أن الأداة صممت لتكون أداة معلوماتية فقط وليست بديلاً عن الاستشارة الطبية المتخصصة. وأكدت الشركة أنها تواصل تحسين أداء البرنامج للتعامل بشكل أفضل مع المواضيع الحساسة كما دعت المستخدمين إلى توخي الحذر والمسؤولية عند استخدامه، خاصة فيما يتعلق بالصحة النفسية.
تسلط هذه المستجدات الضوء على ضرورة زيادة الوعي بين المستخدمين بمخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إدارة الاضطرابات النفسية، مما يستدعي تعزيز الأطر التنظيمية والرقابية، بالإضافة إلى توفير دعم متخصص لاستخدام هذه التقنيات بأمان وفعالية ضمن المنظومة الصحية.