كشفت مايكروسوفت عن Dragon Copilot، وهو نظام ذكاء اصطناعي متطور مخصص للرعاية الصحية، حيث يهدف إلى مساعدة الأطباء في توثيق السجلات الطبية بشكل أكثر كفاءة. يعتمد النظام على تقنية الإملاء الصوتي والاستماع المحيط التي طورتها شركة Nuance، والتي استحوذت عليها مايكروسوفت في عام 2021 مقابل 16 مليار دولار. يمكن لـ Dragon Copilot الاستماع إلى المحادثات الطبية وتدوين الملاحظات تلقائيًا، مما يخفف العبء الإداري عن الأطباء ويتيح لهم التركيز بشكل أكبر على رعاية المرضى.
يتميز Dragon Copilot بعدة قدرات متقدمة، مثل إنشاء ملاحظات صوتية متعددة اللغات، والإملاء باستخدام اللغة الطبيعية، بالإضافة إلى إجراء عمليات بحث طبية من مصادر موثوقة. كما يمكنه أتمتة بعض المهام الإدارية مثل إعداد ملخصات الأدلة السريرية والتقارير الطبية بعد الزيارات العلاجية. ووفقًا لمايكروسوفت، فإن هذه المزايا تسهم في تقليل إرهاق الأطباء، حيث أظهرت الدراسات أن استخدام تقنيات Nuance أدى إلى تحسن في تجربة المرضى، إذ أفاد 93% منهم بأنهم حصلوا على رعاية أفضل.
تشير التقديرات إلى أن الأطباء يقضون نحو 28 ساعة أسبوعيًا في المهام الإدارية، مما يجعل الحاجة إلى أدوات مثل Dragon Copilot أكثر إلحاحًا. وتتنافس مايكروسوفت في هذا المجال مع شركات أخرى مثل Abridge وSuki، فيما تسعى جوجل أيضًا لتطوير مساعدات طبية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وكانت جوجل قد أعلنت مؤخرًا عن أدوات تحليل عوامل الخطورة لدى المرضى، إلى جانب تقنيات بحث طبي متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي المتعدد الوسائط عبر منصتها Vertex AI Search.
على المستوى التنظيمي، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إرشادات حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، مشيرة إلى فوائده المحتملة مع التحذير من مخاطره، مثل إمكانية اختلاق المعلومات. وتؤكد مايكروسوفت التزامها بتطوير ذكاء اصطناعي مسؤول، حيث تعتمد Dragon Copilot على بنية بيانات آمنة لضمان دقة المخرجات في البيئات السريرية.
بدأت شبكة WellSpan Health، التي تضم 250 منشأة طبية وتسعة مستشفيات في الولايات المتحدة، باختبار Dragon Copilot، وقد جاءت ردود الفعل الأولية إيجابية. لم تكشف مايكروسوفت بعد عن السعر الرسمي للنظام، لكنها أكدت أن هيكل التسعير سيكون تنافسيًا، مع خطط تتيح للعملاء الحاليين الترقية بسهولة. سيتوفر النظام في الولايات المتحدة وكندا بدءًا من مايو المقبل، مع خطط للتوسع إلى المملكة المتحدة، هولندا، فرنسا، وألمانيا في الأشهر التالية.